تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
القائمة

"استفسر في أقرب وقت ممكن"

Source: iStock

"استفسر في أقرب وقت ممكن"

كالي* استشارية في المركز العراقي الألماني للوظائف والهجرة وإعادة الدمج في بغداد (GMAC). وهي تشرح في المقابلة ما هو مميز في عملها، وما تود تأكيده للناس.
 
كالي: كيف هو عملك اليومي المعتاد؟
وظيفتي هي بناء الثقة، واستعادة الأمل، وتحسين الآفاق المهنية لأولئك الذين يطلبون المشورة. يبدأ يومي عادةً بمقابلة العائدين أو الأشخاص من السكان المحليين لتقديم المشورة لهم حول مواضيع مختلفة - اعتمادًا على احتياجاتهم أو أسئلتهم. نتحدث أولاً عن مشاعرهم وأفكارهم التي غالبًا ما تتسم بمخاوف وجودية. لكننا نريد أيضًا بث الأمل وإظهار فرص العمل. بعد الاستشارة، بدأت في البحث والعثور على أفضل الخيارات للاحتياجات الفردية.

أخبرينا عن العائدين الذين تعملين معهم.
يخطر على بالي على سبيل المثال أحد العائدين من ألمانيا. كنا نتواصل معه من خلال كشافة إعادة الدمج في ألمانيا، وأجرينا معه مكالمة هاتفية قبل عودته. شرحنا له ما هو الدعم الذي نقدمه هنا في المركز الألماني للوظائف والهجرة وإعادة الدمج (GMAC). وقد تمكن بمساعدة زملائنا في ألمانيا من التقدم لبرامج مختلفة قبل مغادرته. كان الأمر يتعلق بعدة أمور منها دورة عن إدارة الشركات. لقد عاد الآن، وتم تدريبه مهنيًا ليفتتح صالون تصفيف الشعر الخاص به. سأبقى على اتصال وثيق به حتى يتم تنفيذ مشروعه بالكامل.

كيف يمكنك بناء الثقة مع شركائك في الحوار؟
أقدم نفسي أولاً للشخص. نخبر الأشخاص في بداية الاستشارة أنه سيتم التعامل مع المحادثة بسرية، وأن موافقتهم مطلوبة قبل اتخاذنا أي إجراء آخر. نوضح لهم أنه يتعين علينا طرح أسئلة معينة حتى نتمكن من دعمهم حسب الحاجة. نسألهم على سبيل المثال عن اسمهم وعمرهم وسنة عودتهم ومحور حياتهم الجديد. نوضح أيضًا جميع المسارات بالتفصيل، ونتحدث معهم عدة مرات. هكذا تنشأ الثقة بيننا وبين الشخص.

كيف تتأكدين من أن أولئك الذين يطلبون الاستشارة يشعرون بأنه قد تم استيعابهم؟
نحن نخصص الكثير من الوقت لكل فرد. نحن مدربون وواسعو الاطلاع حتى نتمكن من الاستجابة للاحتياجات الفردية. نظرًا لأن كل حالة تختف عن الأخرى، فإننا نتحدث إلى أربعة أشخاص فقط يوميًا. فبهذه الطريقة نتأكد أن لا أحد يخرج خالي الوفاض. توجد شاشة كبيرة على جدار غرفة الاستشارة في المركز الألماني للوظائف والهجرة وإعادة الدمج (GMAC)، وهي متصلة بجهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بي، بينما أقوم بإدخال بيانات الشخص الذي يطلب المشورة. فهذا يسمح لهم برؤية ما نسجله عنهم. نحن لا نخبئ أي أسرار، ونناقش كل شيء معًا. وهذه طريقة أخرى للتأكد من أن الشخص يشعر بالراحة أثناء الاستشارة. لكن للأسف لا توجد مشاورات ميدانية ممكنة في الوقت الحالي. وأنا أتطلع إلى الترحيب بالناس في مكتبنا مرة أخرى قريبًا.

ما الذي يعاني منه الناس غالبًا بصفة خاصة؟
غالبا ما يعاني العائدون من مشاكل نفسية وأزمات مالية. في معظم الأحيان كان عليهم إنفاق كل مدخراتهم على العودة. هم بحاجة إلى دعم سريع ورعاية نفسية وإعانة مالية لدفع الإيجار. يمكننا توفير كل هذا. يتعين عليهم في الخطوة التالية العثور على وظيفة أو بدء مشروعهم الخاص. مهما كان القرار، سندعمهم في مسارهم.

ما هي النتائج التي أسعدتك؟
لقد نجحنا في إعادة دمج معظم الناس في المجتمع والاقتصاد المحلي. كثير منهم لديهم وظيفة دائمة أو أعمالهم التجارية الصغيرة الخاصة، والبعض الآخر بدأ التدريب المهني، وذلك من خلال مركزنا. يسعدني بشكل خاص أننا بعد كل الصعوبات التي واجهوها، تمكنا من منحهم الأمل في حياة أفضل مرة أخرى.

أيمكنك ان تعطي مثالًا على ذلك؟
أخبرني العائد الذي تحدثت إليه قبل مغادرته ألمانيا أنه لم يعد لديه أي أمل في بدء حياة جديدة في العراق. لقد سئم الحياة والصعوبات التي مر بها. قد عاد الآن، وبدعمنا ونصائحنا المستمرة يشعر بتحسن. وهكذا صار قادرًا على إنشاء شركة لأكسسوارات الهواتف. ولديه متجره منذ ستة أشهر الآن. خلال هذا الوقت كنا على اتصال مستمر. إن رؤية شخص ليس لديه أمل وهو الآن يقف على قدميه يحفزني على مساعدة المزيد من الناس.

ما هي النصيحة التي تودين تقديمها للعائدين؟
إذا كنت قد قررت العودة إلى العراق، فيجب أن تبدأ قبلها في البحث عن عروض الدعم في ألمانيا. قم بزيارة خدمة استشارات العودة القريبة منك للحصول على معلومات شاملة. فهكذا أيضًا سوف تتواصل معنا في مرحلة مبكرة بشكل مثالي.

الإصدار: 07/2021

* تم تغيير الاسم من قبل المحرر

وظيفتي هي بناء الثقة، واستعادة الأمل، وتحسين الآفاق المهنية لأولئك الذين يطلبون المشورة.
كالي